الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همك، وأن ييسر أمرك، وأن يصلح حالك. واعلم أن من كثرت عليه المصائب، فالحل أن يلتجئ إلى الله تعالى، ويكثر من طاعته عسى أن يعينه ذلك في أن يجد من الهم فرجا، ومن الضيق مخرجا، قال تعالى: وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ {البقرة:45}.
روى الإمام أحمد وأبو داود عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت.
وقد أخطأت الطريق وجانبت الصواب حين وقعت في اليأس، فأدى بك ذلك إلى الوقوع في معصية الله والتفريط في أهم فرض من فرائضه، ألا وهو الصلاة، والتي هي عماد الدين، والركن الثاني من أركان الإسلام، والصلة بين العبد وربه، وسبق لنا ذكر شيء من الأدلة على فضائلها بالفتوى رقم: 4307. فالواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى وتحافظ على الصلاة.
وأما ما ذكرت من أمر التقصير في العمل، فإن كان تقصيرا يؤدي إلى الإخلال به، وكنت أجيرا تعمل عند غيرك من جهة عامة أو خاصة، فالواجب عليك التوبة والحرص على إتقان العمل، وأما ما يكتسب المرء من المال الحرام فلا يخلو من أن يتعلق به حق لمخلوق أو لا، ولكل من الحالين حكمه كما بينا بالفتوى رقم: 3519.
وأما بالنسبة لتقصيرك في واجباتك تجاه من حولك، فالواجب عليك أولا أن تتوب مما قد مضى، وتستسمح من قصرت في حقه، وأن تحرص مستقبلا على أن تعطي كل ذي حق حقه من أهل أو زوجة ونحو ذلك، روى البخاري عن أبي جحيفة رضي الله عنه: أن سلمان قال لأبي الدرداء رضي الله عنهما: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق سلمان.
ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 71116.
والله أعلم.