الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل الجامع فيما يفعله العبد من أعمال أن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان صوابا، وابتغى به العبد وجه الله، فالعمل المقبول عند الله تعالى يشترط له شرطان، وهما: الإخلاص، والمتابعة، وإذا تخلف أحد هذين الشرطين عن عمل لم يقبل، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 14005 فلتراجع.
وأما عن العمل لله للثواب أو حبا لله وشكرا له أو الأمرين معا، فهذه الأعمال إن توفرت فيها الشرط الثاني وهو أن يكون العمل على السنة ويكون لله، فهذا مما يؤجر عليه العامل، ولا بأس باستصحاب أكثر من نية مشروعة في العمل الواحد كامتثال أمر الشرع، وحب الله، والطمع فيما عند الله، وشكر الله على نعمه، فهذا مما أثنى الله به على عباده المسارعين في الخيرات حيث مدحهم بقوله: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ {الأنبياء: 90}
قال ابن كثير في تفسيره: وقوله: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ) أي: في عمل القُرُبات وفعل الطاعات، (وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا) قال الثوري:( رَغَبًا) فيما عندنا،( وَرَهَبًا) مما عندنا. انتهـى.
وننصح السائل بالاجتهاد في تصحيح النية، واحتساب الأجر فيما يقوم به من أعمال، حتى وإن كان يحب القيام بهذا العمل نفسيا فلا تعارض بين هذا وبين أن يعمل لله، حتى لا يتعب فيما لا طائل تحته، ولا يحصل في النهاية إلا على شهوة النفس فقط، وراجع في كيفية غرس الإخلاص في النفس والبعد عما يشوبه الفتوى رقم: 52210.
والله أعلم.