الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنهنئك على الاستقامة ومحبة الله تعالى ورسوله، ونسأله أن يجنبك الوساوس وكل مكروه، واعلم أن الهواجس التي كنت تشعر بها في صغرك أو بعد البلوغ لا أثر لها، ولا مؤاخذة عليها، وأهم علاج لها هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وما قمت به ـ بعد كثرة الوساوس ـ من الاغتسال والنطق بالشهادتين بنية الدخول في الإسلام قبل الاغتسال أو بعده كلها أمور لا تلزمك، وهي نتيجة للوساوس التي تشعر بها.
وعليه، فتلك الهواجس لا تترتب عليها ردة، ولا تبطل زواجك ولا تحبط عملك، فهون على نفسك، وعند الشعور بتلك الوساوس استعذ بالله من الشيطان ولا تلفت إليها، واشغل نفسك بما يفيد كتلاوة القرآن أو الدعاء، وغير ذلك من أنواع الطاعات، هذا عما يخص حالتك أنت.
وبالنسبة للحكم الشرعي عموما فإن الشخص إذا لم يدر أنه خرج من الإسلام فهو باق على إسلامه ولا يلزمه النطق بالشهادتين لدخول الإسلام، وإذا تبين أنه وقع في ردة انفسخ نكاحه مع تفاصيل عند العلماء إذا كان ذلك قبل الدخول أو بعده، ويشترط لدخوله في الإسلام التلفظ بالشهادتين مع نية الدخول في الإسلام، أما الاغتسال حينئذ فالراجح أنه مستحب فقط لا واجب، وراجع في ذلك الفتويين 17454، 34954.
والله أعلم.