الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أولا أن يشفيك مما ألم بك من المرض. وأما عن الأيام التي أفطرتها فالأصل أن المفطر في رمضان يلزمه قضاء ما أفطره من الأيام لقول الله تعالى: فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر. {البقرة: 184}
وإذا كنت قد أفطرت خوفا على نفسك أو خوفا على نفسك وجنينك أو رضيعك، فإن عليك القضاء فقط. وإذا دخل عليك رمضان آخر ولم تستطيعي قبله قضاء ما عليك لم يلزمك كفارة للتأخير، وإنما عليك القضاء فقط، وإن تمكنت من القضاء قبله ولم تقضي فعليك مع القضاء كفارة عن كل يوم، كما بيناه في الفتوى رقم: 10224.
وأما المرض فإن كان مرضك لا يرجى برؤه، وأخبرك الطبيب الثقة أن الصيام يضرك في الأيام الطويلة والقصيرة، فإنه يسقط عنك القضاء، وعليك إطعام مسكين عن كل يوم أفطرت فيه أو تفطرينه مستقبلا. وإذا مت قبل الإطعام أخرج الإطعام من تركتك. وأما إن كان مرضك يرجى برؤه فإنه يلزمك القضاء بعد البرء فتقضين تلك الأيام من غير كفارة، وإذا كان الصيام لا يضرك في الأيام القصيرة يلزمك الصيام قضاء لا الإطعام. وانظري الفتوى رقم: 25769، حول أحكام متعلقة بمريض الفشل الكلوي، والفتوى رقم: 27270 عن مقدار الإطعام وكيفية إخراجه.
والله أعلم.