الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التعامل مع البنوك المذكورة لا يجوز ما دامت تتعامل بالربا.وليست هنالك ضرورة فيما ذكرت، وعلى الدولة الإسلامية إن كانت تحارب البطالة والتخلف، وتخشى من هيمنة الاستعمار أن تراعي حاجة مواطنيها في فتح مجالات مشروعة يمكن التعامل معها لإنشاء المشاريع، وأخذ القروض الحسنة، وإجراء المعاملات المشروعة كالمرابحة ونحوها، مما يمكن المواطن من الاستفادة بالحصول على حاجته وتنمية مجتمعه، وتقوية موارد وطنه، كما أن في تلك المعاملات المشروعة فائدة أيضا لأصحابها لأن فيها ربحا مشروعا لا ربا ممنوعا .وإذا أبدى الشباب رغبتهم في ذلك وعرضوا مطالبهم على الدولة فإنها ستستجيب غالبا.
ولا يجوز لهم اللجوء إلى البنوك الربوية والاقتراض منها بالربا إلا عند الضرورة القصوى، ولا ضرورة فيما ذكر.وعندما تجد البنوك إحجام الناس عن التعامل معها ستضطر إلى فتح فروع ومصارف إسلامية، لأن غرضها الربح، ولا يتحقق إلا بكثرة الطلب، وزيادة الإقبال، حتى أنه في بعض دول الغرب فتحت مصارف إسلامية كما في بريطانيا لتلبية وجذب الزبناء من المسلمين.
مع أنه في الجزائر بنوك ترفع شعارات إسلامية كبنك البركة ونحوه، فإن كانت تلتزم بالضوابط الشرعية في معاملاتها فتجوز معاملتها.لتمويل المشاريع ونحوها وفق ضوابط الشريعة. وللمزيد انظر الفتاوى رقم: 6501 ، 1297 .
وأما من اقترض مالا بالربا لغير ضرورة ملجئة فإنه قد ارتكب إثما عظيما، وعليه أن يبادر بالتوبة إلى الله عز وجل وتسديد ما أخذه، وإن استطاع رد رأس المال فحسب فلا يلزمه غيره، وإلا رد الجميع متى استطاع مع الندم والعزم ألا يعود إلى مثل ذلك.
والله أعلم.