الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكما ذكر السائل الكريم أن هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، فدرجته الصحة، وأما معناه فقال النووي: الفكاك هو الخلاص والفداء، ومعنى هذا الحديث ما جاء في حديث أبي هريرة: لكل أحد منزل في الجنة ومنزل في النار، فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافر في النار لاستحقاقه ذلك بكفره. ومعنى: فكاكك من النار، أنك كنت معرضاً لدخول النار، وهذا فكاكك، لأن الله تعالى قدر لها عدداً يملؤها، فإذا دخلها الكفار بكفرهم وذنوبهم صاروا في معنى الفكاك للمسلمين. ولا بد من هذا التأويل لقوله تعالى: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى. انتهى.
وبنحو ذلك قال القاري في -مرقاة المفاتيح- والمناوي في -فيض القدير-، وابن علان في -دليل الفالحين-، وابن عثيمين في -شرح رياض الصالحين.
والله أعلم.