الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بوّب البخاري في صحيحه: باب العلم قبل القول والعمل، وذكر قوله تعالى: فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك. {محمد: 19}.
فالواجب على كل مسلم قبل أن يتقرب بقربة، أو يفعل ما يظنه طاعة، أن يتثبت من أنها مما يقرب إلى الله عز وجل, فإن التقرب إلى الله لا يكون على وفق أهواء الناس ورغباتهم، وإنما مرد معرفة ذلك إلى ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته, فإنه ما ترك شيئا يقرب إلى الله إلا دل عليه, ولا ترك شيئا يقرب من النار إلا حذر منه, وما فعله هذا الرجل هو من أقبح الجهل وأبينه, فإن كتابة القرآن بالدم منكر عظيم، وذلك لأن الدم نجس عند أكثر أهل العلم، كما بينا في الفتوى رقم: 3978.
وكتابة القرآن بالنجاسات من أعظم الامتهان له, وإذا كان لا يجوز أن يمسه محدث ونجاسته حكمية لا حسية, فكيف تكتب حروفه وكلماته بالنجاسة الحسية عياذا بالله من الخذلان.
ولولا الجهل لحُكم على هذا الرجل بحكم من يمتهن القرآن وهو معلوم لدى أهل العلم, وهكذا يفعل الجهل بأصحابه فإنه يفعل بهم الأعاجيب, فيصدق على الواحد منهم قول الله عز وجل: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أعمالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا .{الكهف: 103، 104}. ولذا فنحن نهيب بعموم المسلمين أن يجتهدوا في تعلم أحكام الشرع وأن يطلبوا العلم من مظانه لئلا يقعوا في أمثال هذه المخالفات الشنيعة.
والله أعلم.