الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبعد الاستفسار عن جهاز-رسيفير- الفلك الإسلامي من خلال الاطلاع على بعض اللقاءات المنشورة على شبكة الانترنت والتي عقدت مع بعض المسئولين في المؤسسة المنتجة لهذا الجهاز، وبعد القراءة عنه في كثير من المنتديات الإسلامية على شبكة الانترنت، علمنا عنه ما يلي:
1- هذا الجهاز خاص بالقنوات الإسلامية الخالية من الموسيقى والعنصر النسائي.
2- أنه يشترط في القنوات التي يضمونها إليه أن تكون على عقيدة أهل السنة والجماعة.
3- بإمكان المشترك حذف ما يريد من القنوات الموجودة ولكن ليس بإمكانه إضافة قناة.
4- ما يضاف مستقبلا من قنوات إسلامية في نطاق الحد المسموح لهم باستقباله على جهازهم فإنهم يضيفونه تلقائيا للمشترك.
ولم نستطع الاتصال بموقع المؤسسة المسؤولة عن إنتاجه للتثبت من ذلك.
فإن كان هذا هو الواقع فعلا لهذا الدش فلا حرج على المسلم في استعماله والاستفادة منه، على أننا ننبه على أن الحرمة أو الحل بصفة عامة لا تتعلق بالجهاز نفسه وإنما تتعلق بطريقة استعماله، فالضابط فيما يحل ويحرم من هذه الأجهزة هو: أن المسلم إن استخدمها في جلب القنوات التي تفيده في دينه ودنياه وتعرض له ولأولاده ما ينفعهم ويقربهم إلى الله، فلا مانع من استخدامها، وإن كان سيستخدمه في رؤية ما لا يحل شرعا من القنوات المنحرفة التي تثير الشهوات أو الشبهات وتغرق المجتمع في المعاصي أو البدع أو غير ذلك من المنكرات فلا يجوز للمسلم اقتناؤه، وقد بينا ذلك في فتاوى سابقة هذه أرقامها فلتراجع للفائدة: 1886، 15938، 7836، 14366، والله الموفق.
وأما النصيحة لك في تربية أبنائك سواء اقتنيت هذا الجهاز أو لم تفعل فهي: تقوى الله فيهم وإبعادهم عن كل ما يفسد فطرتهم، وبذل الجهد في تنشئتهم على عقيدة وأخلاق الإسلام، وعدم تمكينهم مما يفتح عليهم أبواب الفساد، كما أمر الله تعالى في كتابه حيث قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ. {التحريم:6}
وتفسير قوله تعالى: قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً. قال علي رضي الله عنه: أدبوهم، عَلموهم.
وقال ابن عباس: يقول: اعملوا بطاعة الله، واتقوا معاصي الله، ومُروا أهليكم بالذكر، ينجيكم الله من النار.
وقال مجاهد: اتقوا الله، وأوصوا أهليكم بتقوى الله.
وقال قتادة: يأمرهم بطاعة الله، وينهاهم عن معصية الله، وأن يقومَ عليهم بأمر الله، ويأمرهم به ويساعدهم عليه، فإذا رأيت لله معصية، ودعتهم عنها- يعني كففتهم- وزجرتهم عنها.
وهكذا قال الضحاك ومقاتل: حق على المسلم أن يعلم أهله، من قرابته وإمائه وعبيده، ما فرض الله عليهم، وما نهاهم الله عنه. انظر تفسير ابن كثير .
وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا.
هذا مع سؤال الله دائما أن يصلح لك زوجك وذريتك، فهذا دأب الصالحين عباد الرحمن، كما وصفهم الله فقال: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً {الفرقان:74} وقد بينا طرفا من واجب المسلم تجاه أسرته ومن يرعاهم في الفتاوى التالية: 9044، 10574، 29567.
وذكرنا بعض الوسائل النافعة في تجنيب الأبناء خطر المنكرات الشائعة في الفتوى رقم: 29770، فلتراجعها.
والله أعلم.