الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فبما أنكم تدركون خطورة الأمر الذي ارتكبتم، وأنه من كبائر الذنوب -كما ذكرتم- فليس عندنا إلا أن نحذركم من مغبة الإصرار عليها، وننبهكم على وجوب التوبة منها فوراً، فكبائر الذنوب لا تكفر إلا بالتوبة النصوح، وهي المشتملة على الإقلاع عن المعصية في الحال، والندم عليها في الماضي، والعزم الجازم على عدم العود لها في المستقبل، فإذا وفق الإنسان إلى هذه التوبة النصوح؛ فالله -تبارك وتعالى- بمنه وفضله يقبل توبته، ويغفر زلته، ولو بلغت ذنوبه ما بلغت.
ثم إن عليكم أن تعلموا أنه إذا كان وجودكم في تلك البلاد يلزم عليه وقوعكم في الحرام؛ فإنه يجب عليكم أن تغادروها، ولا يجوز لكم البقاء فيها تحت أي ظرف من الظروف، فدين المرء رأس ماله، ومن خسر نفسه، فقد خسر خسراناً مبيناً، قال تعالى: إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ {الزمر: 15}.
والله أعلم.