الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يرزقك الصبر والاحتساب وأن يعوضك من مصيبتك الذرية الصالحة، ولتعلمي أن المؤمن لا يصيبه شيء من المصائب والآلام في هذه الحياة فيحتسبه عند الله تعالى إلا كان له به الأجر العظيم والثواب الجزيل.
فقد روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة. وروى الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد.
وأما كيفية خروج الروح من البدن، فالظاهر من نصوص الوحي أنها تخرج من أسفله أولا، وأن خروجها يكون سهلا على المؤمن- في الغالب- كما جاء في الحديث: أن نفس المؤمن تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء، وأما روح الكافر فإنها تتفرق في جسده فينزعها كما ينزع السفود من الصوف المبلول، والحديث رواه أحمد وغيره، وصححه شعيب الأرناؤوط.
وانظري الفتويين: 67788، 72434 .
وأما شعور الميت بالأحياء وسماعه لهم فقد اختلف فيه أهل العلم كما سبق بيانه في الفتوى: 58523، وما أحيل عليه فيها .
وعن تعارف الناس يوم القيامة انظري الفتوى: 9853 . وعن شهادة المتوفى بالسرطان انظري الفتوى: 36132وما أحيل عليه فيها.
ونسأل الله تعالى أن يجمعكم بولدكم في مستقر رحمته .
والله أعلم .