الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصدقة على الكافر مشروعة لقوله تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا {الإنسان: 8 } والأسير لا يكون في الغالب إلّا كافرا، وإن كانت الصدقة على المسلم أولى. وانظر الفتوى رقم: 112079.
كما أن الدعاء للنصراني بالشفاء جائز أيضا، وخصوصا إذا أريد منه مصلحة كأن يرجى إسلامه، ولكن لا يجوز أن يكون الدعاء له بالشفاء على جهة المحبة له والموالاة فإن ذلك لا تجوز لقوله تعالى: قوله تعالى: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {المجادلة: 22}
وقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً {النساء: 144} وقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {المائدة: 51}.
ودليل جواز الدعاء للكافر بالشفاء حديث أبي سعيد الثابت في الصحيحين في قصة رقية سيد القوم الذي لدغته العقرب والدعاء من جنس الرقية. وقال في تحفة المحتاج: ويحرم الدعاء بأخروي لكافر وكذا من شك في إسلامه ولو من والديه. فمفهوم كلامه أن الدعاء للكافر بأمور الدنيا لا حرج فيه،وانظر الفتوى رقم: 14165، وما جاز الدعاء به خارج الصلاة جاز الدعاء به فيها سواء كان الدعاء من أمور الدنيا أو الآخرة على الراجح من قولي العلماء خلافا لمن منع الدعاء بملذات الدنيا في الصلاة.
والله أعلم.