الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأحمد الله أن من عليك بالتوبة من هذا الذنب، واجتهد في دعائه تعالى أن يقبل منك توبتك ويثبتك عليها، والذي ننصحك به إذا كنت صادقاً في توبتك ألا يكون لك التفات إلى الناس، فإنه ليس بيدهم ضر ولا نفع، ولا عطاء ولا منع، بل اجعل قصدك وهمتك مرضاة ربك عز وجل، ولا تقدم مرضاة غيره عليه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس. أخرجه الترمذي في السنن.
فأنت إن جعلت الهموم كلها هماً واحداً، واجتهدت في إصلاح عملك، والتقرب إلى ربك عز وجل، ولم تلتفت إلى ما سواه، فإنه تعالى سيكفيك مؤنة الناس، ويبدل بغضهم لك حباً، فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
نسأل الله أن يمن علينا وعليك بالهداية والاستقامة.
والله أعلم.