الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعشق مرض يفسد القلب، ويحول دون استشعار لذة العبودية لله، وتذوق حلاوة الإيمان، ولا شك أنك قد فرطت وظلمت نفسك بتعاطيك أسبابه بمخالفة الشرع في إطلاق البصر، قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ {النور: 30}. وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِىٍّ: يَا عَلِىُّ لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ. رواه أبو داود وحسنه الألباني. وعَنْ جَرِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ فَقَالَ: اصْرِفْ بَصَرَكَ. رواه أبو داود وصححه الألباني.
ولمعرفة كيفية علاج العشق انظر الفتوى رقم: 9360.
أما عن التوبة فإنها إذا تمت بشروطها فهي مقبولة من أي ذنب كان، وشروط التوبة: الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود له.
وأما عن سؤالك هل يقتص ما فعلته من أهل بيتك ولو تبت، فاعلم أن التوبة تمحو ما قبلها، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. رواه ابن ماجة ، وحسنه الألباني.
وننصحك بتعجيل الزواج إذا لم تكن متزوجاً، وإذا لم تكن قادراً على الزواج فعليك بالصوم مع الحرص على غض البصر وسد أبواب الفتنة والبعد عن كل ما يثير الشهوة، والاعتصام بالله، والحرص على تقوية الصلة به، و صحبة الصالحين، وحضور مجالس العلم والذكر، وشغل الفراغ بالأعمال النافعة، وممارسة بعض الرياضة، ولمعرفة المزيد مما يعينك على التغلب على الشهوة وغض البصر نوصيك بمراجعة الفتاوى رقم: 36423، 23231، 20618.
والله أعلم.