الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنهنئك بالتوبة ونسأل الله تعالى ألا يزيغ قلبك بعد إذ هداك إنه سميع مجيب، وننصحك بالعزم على المواصلة في طريق الخير والبعد عن رفاق السوء وأوكار الفساد..
وأما ما يذكرك به اللعين من الماضي فعلاجه صرف الذهن عن الموضوع وشغل الوقت وتوظيف الطاقات الفكرية، واصحب إخوة صالحين يدلوك على الخير ويحضوك ويعينوك عليه، واشغل وقتك وطاقتك بما يفيد من علم نافع أو عمل مثمر مفيد أو رياضة تقوي جسمك أو مطالعة هادفة.
وعليك بصدق التوبة والإكثار من سؤال الله التثبيت وكثرة المطالعة في النصوص المرهبة من الخمر فإن شرب الخمر من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر. قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة:90].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة. رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
وروى الإمام أحمد والترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد في الرابعة لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب لم يتب الله عليه، وسقاه من نهر الخبال. قيل لعبد الله بن عمرو - وهو راوي الحديث -: وما نهر الخبال؟ قال: نهر من صديد أهل النار.
وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرا، فقال صلى الله عليه وسلم: لعن الله الخمر ولعن شاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها. رواه أبو داود والحاكم.
وأما الأحلام فليس من اختصاصنا تعبيرها وقد يكون ما رأيت هو ما كان يخيل لك الشيطان في يقظتك، وراجع الفتوى رقم: 72203.