الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كنت تقصد السؤال عن كلامك بالهاتف مع الفتاة بجوار المصحف فإن مجرد ذلك لا يعتبر استهزاء ولا ردة ما لم يقصد به ذلك، وكذا الحال إذا كان المقصود السؤال عما إذا كان تجاور المصحف والأوراق التي فيها كتابة دينية يعتبر من الاستهزاء والردة، فالجواب أنه ليس شيء من ذلك يدل على الاستهزاء، إلا أنه يتعين التعظيم للمصحف وعدم وضعه على الأرض أو الفراش الذي يوطأ بالأقدام، وإنما يوضع على مرتفع؛ كما نص عليه البجيرمي في تحفة الحبيب.
ومن الاحترام المطلوب في المصاحف أن ترفع فوق الكتب الأخرى إذا كان معها كتب أخرى، ولا ينبغي أن توضع الكتب فوق المصاحف، وأما وضعها بجوارها كأن تكون هناك طاولة تسع الجميع فلا حرج فيه.
ثم إننا ننبه إلى أن محادثة الفتاة بالهاتف ذريعة لحصول الفتنة بها، لذلك نص أهل العلم على النهي عن الكلام مع الشابة الأجنبية لغير حاجة، وإذا كانت هناك حاجة فيتعين البعد عن ترخيم الفتاة صوتها وخضوعها بالقول، ويجب على الرجل البعد عن ذلك إذا حصلت اللذة بسماع صوتها. وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 32361، 61886، 57611، 22368، 93168، 80661.
والله أعلم.