الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نطلع على نص ثابت يدل على ما ذكر، بل إن ظاهر القرآن يدل على أن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام رفعا قواعد البيت بمفرديهما، وقد روى البخاري قصة بناء البيت مطولة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وليس فيها ذكر للملائكة ولا لإعانتهم في البناء ولو بتحريك الحجر الذي كان يقف عليه الخليل عليه السلام.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: فهذا كله يدل على أن المراد بالمقام إنما هو الحجر الذي كان إبراهيم عليه السلام يقوم عليه لبناء الكعبة، لما ارتفع الجدار أتاه إسماعيل عليه السلام به ليقوم فوقه ويناوله الحجارة فيضعها بيده لرفع الجدار، وكلما كمل ناحية انتقل إلى الناحية الأخرى يطوف حول الكعبة، وهو واقف عليه كلما فرغ من جدار نقله إلى الناحية التي يليها وهكذا حتى تم بناء جدران الكعبة. انتهى.
والله أعلم.