الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلعل السائل يقصد السؤال عن تفسير قوله سبحانه: إنما أموالكم وأولادكم فتنة. ومعنى كون المال والولد فتنة أنهما اختبار وابتلاء، فمن الناس من يكون المال والولد سببا في صلاحه واستقامته، ومنهم من يطغيه ذلك، ويصرفه عن طاعة ربه سبحانه، فمن الفتنة أن الإنسان يلتهي بهم عن العمل الصالح، أو يحملونه على قطيعة الرحم، أو الوقوع في المعصية، فيستجيب لهم بدافع المحبة لهم ولهذا قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ{المنافقون :9}.
وفي الحديث: إن الولد مبخلة مجبنة مجهلة محزنة. أخرجه الحاكم عن الأسود بن خلف رضي الله عنه والطبراني في الكبير عن خولة بنت حكيم بن أمية السلمية رضي الله عنها، قال الذهبي: إسناده قوي، وحديث الأسود قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي، وقال العراقي: إسناده صحيح.
ومعنى هذا أنه يكون سببا في بخل أبيه بالمال، وجبنه عن الإقدام، ووقوعه في الجهل، وانصرافه عن العلم.
وقال ابن كثير في التفسير: وقوله تعالى: إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم يقول تعالى: إنما الأموال والأولاد فتنة أي اختبار وابتلاء من الله تعالى لخلقه ليعلم من يطيعه ممن يعصيه، وقوله تعالى: والله عنده أي يوم القيامة أجر عظيم كما قال تعالى: زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب والتي بعدها .اهــ.
والله أعلم.