الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالإتيان بعدد معين من الذكر إذا كان غير ثابت بالشرع إنما يعتبر من البدع الإضافية إذا التزم ذلك واعتبر من السنة، أما إذا حصل من غير التزامه ولا اتخاذه سنة فلا بأس بذلك، لعموم الأمر بذكر الله تعالى، كما سبق التنبيه على ذلك في الفتوى رقم: 99061.
والسائل الكريم ذكر أنه يقوم بالاستغفار في وقت الفراغ، وهذا يعني أنه لا يلتزمه في وقت معين أو عدد معين يعتقد سنيته، وكذا الأمر في التسبيح والتهليل المذكور فهو عن البدعة أبعد.. وعليه فلا حرج فيما يفعله السائل الكريم.. بل هو من الفضائل التي ينبغي أن يحافظ عليها ويستزيد منها..
وبالجملة فذكر الله تعالى على قسمين:
الأول: ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم تقييده بعدد معين على وجه الفضيلة، مثل الأذكار الواردة بعد الصلاة وبعض أذكار المساء والصباح.
الثاني: ما جاء مطلقاً ولم يقيد بعدد معين، وهذا لا يشرع فيه التزام عدد معين لما في ذلك من مضاهاة التشريع، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 6604، والفتوى رقم: 51760.
فتخصيص ذكر معين بوقت معين وبعدد معين، يحتاج إلى دليل ، فما لم يثبت له دليل فلا يفعل ويعتبر من البدع الإضافية والخير كله في اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم القائل: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد. رواه مسلم..
وقد سبق بيان هذا في الفتوى رقم: 109034.
والله أعلم.