الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن فضل الله عليك أن وفقك للتوبة مما قارفتيه من ذنوب كبيرة وجرائم شنيعة، وقد كان عليك أن تستري على نفسك، ولا تخبري أي أحد بما حدث، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:... أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ، مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا، فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ. رواه مالك في الموطأ.
وقد كان ينبغي لزوجك ألا يعيّرك بذلك ما دمت قد تبت واستقمت، لكن عليك أن تتغاضي عما بدر منه، ولا تقصري في حقه، وأن تعاشريه بالمعروف، وتتعاونا على طاعة الله، واعلمي أنه من الخطأ أن تظني أنك لن تلقي خيراً في حياتك بسبب ما كان منك، فما دمت قد تبت توبة صادقة، بشروطها المعلومة والمبينة في الفتوى رقم: 60384، فإن التوبة تمحو ما قبلها، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.
بل إن الله تعالى بكرمه وسعة رحمته يبدل السيئات حسنات،، قال تعالى: إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان:70}
فأكثري من الأعمال الصالحة والإلحاح في الدعاء، وأحسني الظن بالله، فهو سبحانه عند ظن عبده، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِى بِي، وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي، وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلاَةِ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَىَّ يَمْشِى أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ. رواه مسلم.
وراجعي الفتوى رقم: 22964، والفتوى رقم: 902.
والله أعلم.