الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإنصات للخطيب يوم الجمعة واجب، وكل شيء ينافي الإنصات فإنه لا يجوز تعمده.
قال العدوي في حاشيته على كفاية الطالب الرباني وهو مالكي: والحاصل أنه يحرم كل ما ينافي وجوب الإنصات. انتهى.
ولاشك أن السرحان والغفلة والذهول أثناء الخطبة يعد منافيا للإنصات، فلا يجوز تعمد ذلك.
قال في بريقة محمودية وهو من كتب من الحنفية: (رجل سلم على رجل والإمام يخطب رد عليه) سلامه ( في نفسه وكذا إذا عطس حمد الله تعالى في نفسه لأن رد السلام واجب) .. (ويمكن إقامة هذا الواجب على وجه لا يخل بالاستماع) بأن يسر به (هكذا قال أبو يوسف والأصوب) أي الأولى( أن لا يجيب) أصلا مطلقا لا جهرا ولا في نفسه ( لأنه يخل بالإنصات ) المأمور به إما لشمول الإنصات لما في القلب أو أن المقصود من الإنصات الإصغاء لما ذكره الخطيب والاتعاظ به وشغل القلب بغيره مانع إذ الاستماع بلا تأمل وتفكر بل بلهو وذهول وغفلة ليس بجائز. انتهى
والله أعلم.