الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مثل هذه العلوم الكونية لا يوجد في الشريعة -فيما نعلم- ما يثبتها أو ينفيها، والوحي لا يكذب ذلك ولا يصدقه، فليس في صريح القرآن أو السنة ما يخالفه، كما أنه ليس فيهما ما يؤيده، ويبقى النظر في الأسس العلمية التي قامت عليها هذه التقديرات، ومن المعلوم لدى المتخصصين في علم الكون (الكوسمولوجيا) أن هذه التقديرات تعتمد على أسس نظرية تتطور مع الزمن، فتجدهم يعيشون برهة من الزمان معتقدين شيئاً معيناً، ثم يظهر لهم مع تطور العلوم التجريبة خطؤهم فيما مضى.
وعلى كل حال ينبغي أن نفرق بين النظريات العلمية القابلة للتغير والتطور والإصابة والخطأ، وبين الحقائق الثابتة التي لا يصح الشك فيها بعد ثبوتها، وفي الوقت نفسه ينبغي أن نفصل بين الوهم والتخمين والكهانة وما في معناها، وبين النظريات العلمية التي تقوم على المدارسة والتجريب...
وقد نقل الشيخ عبد الكريم بن صالح الحميد في كتابه -الفرقان في بيان إعجاز القرآن-: أن الأدلة قد قامت على أن لهذا الكون بداية، وحسبوا البداية وقاسوا ووجدوا ساعات كونية في هذا الكون تدلهم على بداية خلق الأرض، فقدروا عمر الأرض بأربعة ملايين ونصف من الأعوام، وقدروا عمر الشمس بكذا، وقدروا عمر النجوم بكذا. انتهى.
وعلى كل فلا فائدة في الخوض في مثل هذه الأمور التي الخوض فيها غالباً لا يخلو من الرجم بالغيب.
والله أعلم.