الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد حض الشرع الحنيف على احترام الكبير وتوقيره حيث قال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وقد أحسن السائل الكريم في دعائه لجاره بالمسامحة وعدم رده على سبابه وكان من الأفضل أن يكمل إحسانه ولا يرفع صوته على جاره الذي يكبره فإن رفع الصوت ينافي التوقير المأمور به، وإساءة الجار لا تبرر إساءة السائل فإن الخطأ لا يبرر الخطأ.
وكان الأجدى من رفع الصوت أن تحلم عليه وتحاول رأب الصدع وفض النزاع بالتي هي أحسن فإن هذا هو الأقرب لحل المنازعات كما قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.
وقال صلى الله عليه وسلم: ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا. رواه مسلم.
ومع أنا لا نقول إنك ظلمت هذا الشخص لكننا نرى أنه من الأحسن لك الآن أن تطلب المسامحة سعيا لإصلاح ذات البين.
ويمكنك أن تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 53747، 67451، 108871، 109710.
والله أعلم.