الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيراً على حرصك على صلاح زوجك واستبرائك لدينك، فذلك من علامات التقوى ومن حسن عشرة الزوج، ومن دلائل الصدق مع الله، وقد ظهرت ثمار هذا الصدق بتوفيق الله وهدايته زوجك للصلاة، فالصلاة أعظم أمور الإسلام بعد الإيمان بالله، أما عن مقولة زوجك التي يرددها فهي بلا شك -كما ذكرت- مقولة خطيرة، فإن وصف نصوص الشرع بالجمود، سوء أدب مع الله، ودليل على الجهل وفساد القلب، فالنصوص تنزيل من الحكيم الخبير، وينبغي لك التعامل معه بحكمة وتجنب الجدال الذي يدفعه لمثل تلك العبارات.
وأما عن فوائد البنوك فإذا كانت تلك البنوك ربوية وليست بنوكاً إسلامية تتعامل بنظم شرعية، فلا شك أن فوائدها من الربا الذي حرمه الله، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 331.
وأما عن مراجعتك له في أمور الدين، فما دام ذلك بالحكمة، فإنه لا يكون سبباً لنزول غضب الله، وإنما يرجى أن يكون سبباً لنزول رحمات الله وبركاته عليكم، وإذا أصر زوجك على التعامل مع البنوك الربوية بعد نصحه، فلا إثم عليك ولا على أولادك، ولكن عليكم بالحرص على أن ينفق عليكم من أمواله الحلال، وتجنب الاستفادة من أموال الفوائد، وللفائدة في ذلك تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9374، 6880، 27065، 3138.
والذي ننصحك به هو أن تصبري وتداومي نصحه بالرفق والأسلوب اللائق، ومعاونته على تقوية صلته بربه، بمصاحبة الصالحين وسماع المواعظ النافعة وتعلم العلم اللازم، والتعاون على بعض الطاعات، مع حرصك على طاعته في المعروف وحسن التبعل له، والإلحاح في الدعاء وعدم تعجل النتيجة، وأبشري بعد ذلك بالأجر العظيم والخير الوفير، فإن الله لن يضيع أجرك، قال تعالى: وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {هود:115}، وننبه السائلة إلى أن المسلم ينبغي أن يحرص على الإقامة في بلاد المسلمين، ولمعرفة حكم الإقامة في بلاد الكفار تراجع في ذلك الفتوى رقم: 2007، والفتوى رقم: 23168.
والله أعلم.