الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أذية الجار من الكبائر، وهي دليل على ضعف الإيمان، وقد سبق بيان ذلك في الفتويين: 60282، 60224.
وينبغي أيضا أن يكثر من الدعاء والاستغفار لجيرانه، لأنه لا يحسن أن يخبرهم بحقيقة ما فعل، وبالتالي فلن يستطيع استحلالهم من مظلمتهم عنده.
وكذلك ينبغي أن يبدل سيئاته بحسنات، فيجتهد في حفظ حرمة جاره ونفعه ودفع الشر عنه، كما فرط في حقه وتعدى على حرمته. فقد قال تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود: 114} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا. رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح. وحسنه الألباني.
قال ابن تيمية: (وأتبع السيئة الحسنة تمحها) فإن الطبيب متى تناول المريض شيئا مضرا أمره بما يصلحه، والذنب للعبد كأنه أمر حتم، فالكيس هو الذي لا يزال يأتي من الحسنات بما يمحو السيئات اهـ. مجموع الفتاوى.
ونبشر السائل الكريم - إن هو فعل ذلك، وحقق شروط التوبة النصوح - بقول الله سبحانه: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان: 70} وقوله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53}.
ويمكن لمزيد من الفائدة الاطلاع على الفتوى رقم: 70674.
والله أعلم.