الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشركم أولا على غيرتكم على الدين وحرصكم على الإصلاح ونشر الخير والحيلولة دون وقوع الشر والفساد.
ومن المعلوم أن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضوابط تجب مراعاتها، فإن المقصود من هذه الفريضة الإصلاح واستقامة أمر الحياة على ما يرضي الله ورسوله، ومخالفة مثل هذه الضوابط قد لا يتحقق بها هذا المقصد الشرعي، بل قد يؤدي ذلك إلى عكس هذا المقصد فتكون الفوضى.
ويمكنكم القيام بما تتحقق به بعض المقاصد الحسنة ولا تترتب عليه مفسدة؛ كتنبيه العملاء على ما يحول بينهم وبين تغرير البنوك بهم، وتحذير النساء من تحايل مرضى القلوب، وأساليبهم في استدراج النساء لإيقاعهن في شراكهم، ونحو ذلك دون تسمية أحد من الناس.
ومن ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يكون المنكر ظاهرا ويكون منكره على بينة منه، فلا يجوز اتهام أحد من غير بينة خاصة وأن الأصل في المسلم السلامة، وإن كانت هنالك بينة فينبغي نصح فاعل هذا المنكر برفق ولين، فإن انتهى فبها ونعمت، وإن أصر على فعله فينبغي تهديده برفع أمره إلى الجهات المسؤولة، بل ورفع الأمر إليهم حقيقة إن اقتضى الأمر ذلك، لا سيما وقد ذكرت أن ولي الأمر قد رفع شعار حماية النزاهة ومكافحة الفساد.
فإذا لم تكن على بينة من حدوث الشيء فالزم الصمت، وإن كنت على بينة ولم يكن بإمكانك التغيير، أو رفع الأمر إلى الجهات المسؤولة خوفا من أن يلحقك من الضرر ما لا يحتمل، فيمكنك أن تكتفي بالإنكار بالقلب.
وأما هذا النهج الذي تريدون السير عليه فلا يخلو من محاذير كالتشهير بالناس واتهامهم من غير بينة، وذكر الموظف بأوصافه ككونه مدير عام الفروع في حكم ذكره باسمه.
ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتاوى التالية أرقامها: 26164 ، 76522 ، 9358 .
والله أعلم.