الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففي بعض الآثار الإلهية: إني والجن والإنس في نبأ عظيم، أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر سواي، خيري إلى العباد نازل، وشرهم إلي صاعد، أتحبب إليهم بالنعم، ويتبغضون إلي بالمعاصي. وقد ضعف الحديث الألباني في السلسلة الضعيفة فذكر أن في سنده انقطاعاً بين شريح وأبي الدرداء.
وقال المناوي في شرحه لهذا الحديث: (تنبيه) قال الغزالي: المنعم هو الله، والوسائط مسخرون من جهته، فهو المشكور، وتمام هذه المعرفة في الشك في الأفعال، فمن أنعم عليه ملك بشيء فرأى لوزيره أو وكيله دخلاً في إيصاله إليه فهو إشراك به في النعمة فلا يرى النعمة من الملك من كل وجه بل منه بوجه ومن غيره بوجه فلا يكون موحداً في حق الملك، وكمال شكره أن لا يرى الواسطة مسخرة تحت قدرة الملك ويعلم أن الوكيل والخازن مضطران من جهته في الإيصال فيكون نظره إلى الموصل كنظره إلى قلم الموقع وكاغده فلا يؤثره ذلك شركاً في توحيده من إضافته النعمة للملك، فكذلك من عرف الله وعرف أفعاله، على أن الشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره كالقلم في يد الكاتب، والله هو المسلط على الفعل شاءت أم أبت.
والله أعلم.