الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن ما قام به موظف البريد من فتح الظرف واستخراج بطاقتك منه وإعطائها لشخص آخر ليستغلها خيانة للأمانة التي أوجب الله حفظها وأداءها إلى أهلها، فقد قال تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا {النساء:58}، وحرم خيانتها، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال:27}، ويجب على كل من موظف البريد والمجهول الذي استغل البطاقة أن يتوبا إلى الله مما أقدما عليه، فقد أقدم الموظف على خيانة الأمانة، وأقدم المجهول على أخذ مال الناس بغير حق، ويجب على الأخير رد ما أخذ من مال ورد ربحه على ما هو المفتى عندنا، كما في الفتوى رقم: 10486 من أن الربح تابع للمال وليس تابعاً للمجهود الذي يبذله المعتدي على المال بغير حق.. والذي يستحق ذلك هم أصحاب البضائع المبيعة المحتال عليها لا أنت، لأنهم الذين أخذت أموالهم بالحيلة، وإن كان المعتدي اعتمد على بطاقتك في تلك الحيلة لكنه لم يأخذ منك مالاً.
والله أعلم.