الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الطفل قبل بلوغه الحلم غير مكلف بفعل الواجبات، ولا بترك المحرمات، ولا يكتب عليه ما ارتكبه من المحرمات الشرعية كالزنا والسرقة وغيرهما، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل. رواه أبو داود والترمذي.
ويكتب له ثواب ما فعله من الطاعات والصالحات.. ولكن لا يعني ذلك أن يترك أولياء الصغير الحبل له على غاربه، بل يجب عليهم منعه من المحرمات، والأخذ على يده في تركها، وأن يعودوه على فعل الطاعات ويرغبوه فيها، وأن يكونوا دائماً مراقبين لأفعاله وتصرفاته حتى لا يخرج عن الجادة، ولا يشذ عن الصراط السوي.. وينبغي لهذا الشخص بعد بلوغه أن ينظر فإن كان يجد في نفسه تجاه أخته ما لا ينبغي من شهوة ونحو ذلك، فعليه أن يبتعد عنها، وعليها أن تحتجب منه بالقدر الذي يأمنان به من الوقوع فيما حدث مرة أخرى.
ثم ننصحه بالزواج ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فإن لم يستطع الزواج فعليه بالإكثار من الصوم امتثالاً لأمر الصادق المصدوق الذي قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. متفق عليه. ثم ننصحه بتقوى الله والإكثار من الأعمال الصالحة خصوصاً الصلاة وذكر الله فإنهما حرز للمرء من مقارفة الفواحش والمنكرات، قال سبحانه: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {العنكبوت:45}، جاء في تفسير البغوي: وقال عطاء في قوله: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر. قال: ولذكر الله أكبر من أن تبقى معه معصية. انتهى.
وجاء في الحديث: أن يحيى بن زكريا قال لبني إسرائيل: وآمركم بذكر الله كثيراً، ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعاً في أثره فأتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني. وللفائدة في الأمر تراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 23392، 12330، 27395.
والله أعلم.