الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي للزوج أن يعلم أن من حق زوجته أن يوفر لها مسكنا مستقلاً، وأنه لا يلزمها خدمة أمه أو غيرها من أقاربه، إلا أن يكون ذلك من إحسان الزوجة وكرم خلقها، فلا يجوز له أن يجبرها على ذلك، كما أنه لا ينبغي لأحد أن يتدخل في حياة الزوجين، إلا بالنصح أو المشورة، ولا شك أن إخبار الزوج أهله بتفاصيل حياته الزوجية وما يدور من خلاف بينه وبين زوجته، وكذلك إخبار زوجته بانتقاد أمه لها، كل ذلك ليس من الحكمة التي ينبغي أن يتعامل بها الأزواج، بل إنه إذا أدى إلى الإفساد بينهما فهو من النميمة المحرمة، كما أن حديث أهل الزوج للجيران والأقارب بأسرار زوجة ابنهم لا ينبغي بل قد يكون من الغيبة إذا كان بما تكرهه هي.
وننبه إلى أن الزوجة لا يجوز لها أن تخرج من بيت زوجها دون إذنه ولو كانت غاضبة، وكذلك ما فعله بعض الناس من إخبارها بإساءة أهل زوجها إليها في الكلام، فذلك من النميمة المحرمة، وينبغي تحذير هؤلاء الناس، وعدم مجاراتهم في هذا المنكر، وتراجع في ذلك الفتوى رقم:112691.
ولا يجوز رد ذلك بغيبة أهل الزوج، فإن الغيبة محرمة، ولا تجوز إلا في مواضع مذكورة في الفتوى رقم:29510.
أما أن يقال إن ذلك من رد الاعتداء بمثله، فذلك خطأ، وإنما ذلك في غير المعاصي.
قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم: وليس لك أن تكذب عليه وإن كذب عليك ، فإن المعصية لا تقابل بالمعصية. انتهى.
والله أعلم.