الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن ما قمت به من استخدام هذه الخدمة المملوكة لغيرك محرم لما فيه من أكل مال الناس بالباطل، وقد حرم الله أكل مال الناس بالباطل، فقال سبحانه وتعالى: وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ... {البقرة:188}، ثم فيه اعتداء على الجار، ومن المعلوم أن للجار حقاً على جاره، وقد جاء التأكيد على ذلك كتاباً وسنة، فمن الكتاب قوله تعالى: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا {النساء:36}، ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: ما زال يوصيني جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. رواه البخاري ومسلم.
ومن آكد هذه الحقوق كف الأذى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه. رواه مسلم.
فالواجب عليك التوبة من استخدام ممتلكات الغير وطلب السماح من جيرانك إن لم يترتب على طلب السماح منهم ضرر أكبر أو تقدير تعويض يتناسب مع استخداماتك تدفعينه لمن يتعين من الجيران أنه صاحبها، ويمكن دفع ذلك بالحيلة حتى لا ينكشف أمرك، وإذا صرت كاتبة فيما بعد وقادرة على التأليف في المجالات النافعة فإن ما تحصلين عليه من مكاسب مادية مباح لك، لأنه مقابل عملك وجهدك.
والله أعلم.