الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن معنى قوله تعالى: وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا {النبأ:19}، أي شقت لنزول الملائكة، وقيل: شقت حتى جعلت كالأبواب قطعاً، وقيل: تنحل وتتناثر حتى تصير فيها أبواب وطرق، وقيل: إن لكل عبد بابين في السماء: باب لعمله وباب لرزقه، فإذا قامت القيامة انفتحت الأبواب فبعد أن كانت سقفاً محفوظاً تكون في ذلك اليوم أبواباً مفتوحة، وفي هذا دليل على كمال قدرة الله عز وجل أن هذه السبع الشداد يجعلها الله تعالى يوم القيامة كأن لم تكن، تكون أبواباً فهذا الفتح يعتبر مظهراً من مظاهر تشقق السماء يوم القيامة الذي بينه الله جل وعلا في آيات كثيرة من كتابه، كقوله تعالى: فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ {الرحمن:37}، وقوله تعالى: فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ* وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ {الحاقة:15-16}، وقوله: إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ {الإنشقاق:1} الآية، وقوله تعالى: فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ* وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ {المرسلات:8-9}، وقوله تعالى: إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ {الإنفطار:1}.
وللمزيد راجع تفسير القرطبي وأضواء البيان وغيرهما من كتب التفاسير .
والله أعلم.