الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاستعمال القرآن في الكلام، إذا كان فيه شيء من الاستخفاف، أو وضع الآيات في غير مواضعها، فهو غير جائز.
قال ابن قدامة في المغني : ولا يجوز أن يجعل القرآن بدلا من الكلام لأنه استعمال له في غير ما هو له أشبه استعمال المصحف في التوسد ونحوه وقد جاء لا تناظروا بكتاب الله قيل: معناه لا تتكلم به عنه الشيء تراه، كأن ترى رجلا قد جاء وقته فتقول: ثم جئت على قدر يا موسى. أو نحوه ذكر أبو عبيد نحو هذا المعنى. اهـ
أما استعمال القرآن في الكلام، على سبيل الاستشهاد والاستدلال على حكم معين، فهو جائز بلا شك، بل إن القرآن هو أصل الأدلة في الشرع، لكن يشترط لذلك أن يكون المستدل على علم بمعنى الآية التي يستدل بها، ووجه دلالتها على الحكم، وما لم يكن الإنسان عالماً بذلك فلا يجوز له أن يستدل بالآيات، لأنه قد يضعها في غير مواضعها.
والله أعلم.