الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الشيطان عدو الإنسان وهو له بالمرصاد، فإذا وجد منه غفلة أوقعه في الردى، قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا {فاطر:6}، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ {النور:21}، فما حدث منكما لا شك أنه من إغواء الشيطان، فالواجب عليكما المبادرة إلى التوبة، ومن صدق في توبته تاب الله عليه فرحمة الله واسعة.
والذي يبدو هو أن كلاً منكما مخطئ، فقد أقدم على هذا الفعل باختياره، فهو الذي جنى على نفسه، ولا ينبغي التلاوم أو اتهام أحدكما الآخر بأنه الظالم وأنه هو المظلوم، بل عليكما الإحسان في المستقبل والحذر مما قد يوقعكما في هذا الذنب مرة أخرى، ونوصيك بأن لا تشغل نفسك بهذا الشاب، بل عليك أن تقبل على ما ينفعك من أمر دينك ودنياك، وأن تحرص على مصاحبة الأخيار الصالحين. وللمزيد من الفائدة راجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 112744، 105631، 98463.
والله أعلم.