الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما حكم المسألة: فإنه يجوز لكم ألا تفيضوا من عرفة إلى مزدلفة مباشرة وأن تقضوا بعض الحاجات بمكة ثم تتجهوا إلى مزدلفة إذا كنتم ستتواجدون في مزدلفة بعد نصف الليل.
فعند الشافعية والحنابلة أن المبيت بمزدلفة يتحقق فيها ولو ساعة لطيفة بعد نصف الليل، وأما من أتى مزدلفة قبل نصف الليل فليس له الدفع إلا بعد نصف الليل، والأحوط لغير المعذور والنساء ألا يدفع من مزدلفة إلا بعد صلاة الفجر وذكر الله عند المشعر الحرام اتباعا للسنة. وانظر الفتوى رقم: 14548.
هذا حكم المسألة، وأما الذي ننصحكم به فهو أن تفيضوا من عرفة إلى مزدلفة تأسيا بالنبي صلى الله عليه سلم واتباعا لسنته، ولأنه يخشى إذا نزلتم مكة أن تنقطعواعن الوصول لمزدلفة لعارض فيفوتكم المبيت بها، وهذا هو غالب الظن أنكم لن تتمكنوا من الوصول إلى مكة ثم العود إلى مزدلفة لشدة الزحام تارة ولنظام السير تارة أخرى.
وما ذكرته ليس حاجة ماسة تدعو إلى مخالفة السنة بترك الإفاضة من عرفة إلى مزدلفة، فلا مانع البته من إصلاح شأن طفلتكم وتبديل ثيابها في مزدلفة وإطعامها، وكذا هذا الحاجات التي تريدون قضاءها، فالظاهر أنه لن يشق عليكم مشقة غير عادية إن شاء الله قضاؤها مع تحقيق السنة بالإفاضة من عرفة إلى مزدلفة.
والله أعلم.