أبواها يصران على أن يكون عرسها مشتملا على الرقص والغناء

23-11-2008 | إسلام ويب

السؤال:
أنا فتاة عمري 23 عاما وقد خطبني زميل لي في العمل فقد تقدم في شهر فبراير ولكن والدي ووالدتي أصروا على تأجيل الخطبة إلى شهر أبريل لتمكنهم من عمل التجهيزات، مع العلم بأن الخطبة في بيتنا وليست في قاعة أو مكان آخر وصبرنا على ذلك وتمت الخطبة بحمد الله وبعدها بفترة ليست طويلة بدأت مشاكل على الشقة فخطيبي في بداية حياته كأي شاب ولكن والدي كان يصر على التمليك مع أن اتفاق خطيبي معه من البداية هو أنه إذا لم يستطع الحصول علي شقه تمليك فسوف يقوم بإيجار شقة حتى يتم الزواج ثم أخذنا في البحث ولم يعجبهم مستوى الأماكن التي كنا نجدها مع العلم بأنهم قد فرضوا علينا أماكن معينة بلا نقاش بحجة أنها يجب أن تكون قريبة منهم وعندما نحاول أن نتكلم لا يوافق أبي ويهدد بفسخ الخطبة ثم حاولنا البحث عن الإيجار الجديد ولكننا كنا نبحث عن شقة صغيرة ولكن فجأة قال لي أبي إن فكره لا يعجبه وإن الإيجار الجديد لمدة سنتين ليس ضمانا وإنه خائف علي وإني ليس لي خبرة في الحياة وإني مندفعة وراء مشاعري ويريد فسخ الخطبة واستسلمت ولكن خطيبي حاول مرة أخرى وبالفعل رجعنا مرة أخرى والحمد لله وجدنا شقة إيجار جديد وأخذناها لمدة 5 سنين ووافق أبي على مضض وهو يقول لي إنه ليس ضمانا وذلك قبل رمضان بأسبوعين حاولنا أن نقنع والدتي أن نبدأ بالتجهيز حتي لا نضيع الوقت ولا نقوم بدفع إيجار الشقة بدون استعمالها فرفضت وقالت بعد رمضان وذلك وخطيبي يدفع إيجار الشقة التي أجبرنا على اختيارها واختيار مكانها وذلك حتى تعجب والدتي ووالدي وبالفعل بعد رمضان بدأنا التجهيز وقام خطيبي بالبدء في دهان الشقة وشراء الأجهزة وظهرت مشكلة لشراء الأثاث وذلك بحجة أنهم يعرفون أكثر مني في الأذواق وأن ما يعجبهم هم هو ما سيتم شراؤه مهما غلا ثمنه وإلا ستنتهي الخطبة وبالفعل ذهبنا واشترينا الآثاث وكان ثمنه أربعا وأربعين ألفا ذلك وينقصنا غرفة أخرى ولكن وافق خطيبي وذلك حتى لا يتركني ونحن نحاول تقصير مدة الخطوبة كي يحفظنا الله فالحب بيننا موجود والحمد لله ويزداد وأيضا نريد طاعة الله في زواجنا وخطيبي على خلق ومحبوب من كل من حوله إلا أبواي للأسف وقد ساعدني على ترك استماع الأغاني وترك لبس البنطال ويحثني دائما على ترك ما فيه معصية ولكن للأسف أبي يجد ذلك تشددا وأنه قد رباني على التدين وأنه ليس كافرا ولا فاسقا لكي يقول لي خطيبي ما أفعل والآن نحن في مشكلة كبيرة وهي الفرح كنا نحلم أنا وخطيبي بكتب كتاب وسنحاول أن يكون فستاني واسعا ولا أتزين ولا أجلس على المنصة وسط جو مليء بالاختلاط ولكن تحطمت كل هذه الأحلام مع محاولة الاتفاق مع أبي على ذلك فحدثت مشكلة وحتى عندما أردنا تبرير ذلك بأن مصاريف الفرح باهظة قال أبي وأمي لنؤجل سنة أو اثنتين حتى يتوفر المبلغ للفرح وحتى عندما وافقنا ولكن لا يكون هناك أغاني ورقص اعترضوا اعتراضا رهيبا والآن وصل بي التفكير أن نطاوعهم ولكن بعد كتابة العقد قبل الفرح بيوم في البيت ألا نذهب إلى الفرح لأننا لا نرغب في أن تكون بدايه حياتنا معصية لله وغناء ورقص ولكن سنتوجه لشقتنا ونتركهم ولكني أخشى أن يسبب ذلك ألماً لهما ويكون فضيحة لهما وهل ما سندفعه في الفرح سيكون حراما أم ماذا نفعل هل نوافقهم ونذهب إلى الفرح أم نترك بعضا وننهي الخطبة وأنا أريد أن أطيع ربي حتى لو رأوه أهلي تشددا ولكن هذا لن يكتمل إلا بزواجي وتركي هذا البيت فأنا لا أستطيع مواجهة أهلي حتى وأنا أعلم أن ما يقولونه غير صحيح شرعا وخطيبي يقول لي إن هذا ابتلاء من الله ويجب الثبات لأننا لو وافقنا علي رأيهم وحضرنا الفرح سنكون عاصين لله ولو تركناه ولم نحضر ستكون فضيحة لأهلي أنني لم أحضر مع العلم بأنني سأكون قد تم عقد قراني وطاعتي وقتها لزوجي ولكني لا أريد أن أضع أهلي موضعا محرجا؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب على الأهل تعجيل زواج الفتاة إذا تقدم إليها ذو دين وخلق، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه الألباني في الإرواء.

فما يفعله أهلك من تأجيل زواجك لأمور غير لازمة، بل لأمور محرمة فهو بلا شك سلوك خاطئ وظلم لك ولخاطبك، لكن هذا الظلم لا يبيح لك الإساءة إليهم أو التقصير في برهم والإحسان إليهم، فإن حق الأبوين عظيم، لكن لا يجوز لك طاعتهم فيما فيه معصية، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة في معصية، إنما الطاعة في المعروف. رواه البخاري ومسلم.

ولا شك أن ما يريده والدك من إقامة حفل زفاف يختلط فيه الرجال والنساء الأجانب، وتظهر العروس فيه زينتها أمام الأجانب، مع وجود الرقص والغناء المحرم، فكل ذلك منكر ومحرم لا يحل لك طاعتهم فيه، فالذي نوصيك به ألا تفوتي فرصة الارتباط بهذا الشاب، الذي يبدو من وصفك له أنه على دين وخلق، وعليك بالاجتهاد والاستعانة بالله ومحاولة إقناع والديك بالتخلي عن هذه الأمور المحرمة، ولا تضعفي عن مواجهتهم وبيان أنك لن تفعلي ما يغضب الله مهما كان، على أن يكون خطابك لهم بالأدب اللائق بالوالدين والرفق واللين، مع الصبر وعدم اليأس ويمكنك الاستعانة بذوي الدين من أقاربكم لإقناعهم بذلك، فإن أصروا على ذلك ولم تنفع معهم كل الطرق فلا مانع من فعل ما ذكرت من تركهم بعد العقد والذهاب مع زوجك أو الجلوس في البيت دون ارتكاب المحرمات، على أن تحاولوا بعد ذلك إرضاءهما والإحسان إليهما، واعلمي أنك ما دمت صادقة في طلب مرضاة الله فإنك إن توكلت عليه فسوف ييسر لك الأمر ويكفيك كل شيء، قال تعالى: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:3}.

والله أعلم.

www.islamweb.net