الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها بالخمر. رواه الترمذي وحسنه، وأحمد. وحسنه الألباني.
وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 29511، 7179، 3069.
وعليه، فإذا دخل عليك هذا الشارب للخمر، وأراد مجالستك أثناء شربه للخمر، فلا تجوز لك مجالسته. بخلاف ما إذا كان مجرد مرور أو وقوف يسير لا يسمى جلوسا.
فإذا كان عملك يضطرك لمخالفة الشرع بمجالسة شارب الخمر أثناء شربه لها، وجب عليك البحث عن غيره، ويجوز لك البقاء فيه حتى تجد غيره إن كنت مضطرا لهذا العمل.
وإذا كنت تستطيع أن تتجنب مجالستهم عندما يشربون الخمر، فلا مانع من البقاء في هذا العمل، وإن كان غيره مما يخلو من هؤلاء أفضل.
وأما أواني الخمر الفارغة التي تجدها على مكتبك فإن لم يكن بها أثر خمر مائع، فليس في لمسها شيء، وإن كان بها أثر يعلق باليد أو المكان أو الملابس وجب حينئذ غسل ما أصابته من بدنك أو ملبسك أو مكانك؛ فإن أكثر أهل العلم على أن الخمر نجسة نجاسة حسية، وهو الراجح، كما سبق بيانه في الفتويين: 28176 ، 23146.
ويجوز لك أن تطهر هذه الأواني بعد ذلك وتستعملها، ولكن الأفضل أن تتخلص منها، وقد سبق بيان ذلك في الفتويين: 27448، 13720. ويمكنك لمزيد الفائدة مراجعة الفتويين: 51811 ، 67213.
والله أعلم.