الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كانت زوجتك قد قارفت شيئاً محرماً وتابت منه ، فما كان ينبغي لها أن تذكر لك ذلك ، فإنه يجب على الإنسان إذا وقع في شيء من الفواحش أن يستر على نفسه ولا يفضحها ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ، مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ. رواه مالك في الموطأ.
وأما أنت فقد أخطأت حين ذكرت ذلك لأخيها ، فإنه ينبغي الستر على المسلمين، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. رواه مسلم وابن ماجه.
وعلى كل حال فمادامت هي التي ذكرت ذلك عن نفسها ولم تكن أنت الذي اتهمتها به فلا ذنب عليك فيما لم يصدر منك، ولكن ما كان ينبغي لك أن تذكر ذلك لأخيها كما سبق ما لم يثبت لك من المرأة صدقها فيما تقول وإصرارها عليه.
والله أعلم.