الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنهنئك أولا بما من الله عليك به من التوبة والهداية إلى معرفة العقيدة السليمة، وهذه نعمة ينبغي أن تحمد الله عليها وأن تجتهد في كل سبيل يعينك على الثبات عليها، ومن ذلك تعلم العلم النافع والحرص على العمل الصالح ومصاحبة الأخيار.
وأما تعاملك مع أهلك فبالصبر عليهم، ونوصيك بالرفق بهم وحسن التعامل معهم ولاسيما الوالدان، فإن هذا من أبلغ ما يعينك في التأثير عليهم. قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34} ولك أسوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقد أوذوا فصبروا فكانت العاقبة لهم.
ولا حرج في أن تجادلهم إن كان عندك من العلم ما تستطيع به دفع شبهاتهم وإلا فأعرض عنهم أو سلط عليهم من له إلمام بالعلم الشرعي والأسلوب الحسن في الدعوة ليبين لهم الحق.
ولا يجوز لك مشاركتهم في حضور شيء من البدع والضلالات إذ لا يجوز للمسلم الحضور إلى مكان المنكر إلا لغرض صحيح كالإنكار مثلا، وراجع الفتوى رقم: 4387.
وإذا طلب منك أبوك الحضور فابذل من الحيلة ما تستطيع أن تتخلص به من الذهاب إلى هنالك.
وننبه إلى أنه يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة كل من اتبع هذا المنهج سواء كان ينتمي إلى الجماعة السلفية أم لا، ولمزيد الفائدة راجع الفتويين: 5608، 39218.
والله أعلم.