الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فظاهر من السؤال أن أباك حين أفطر رمضان بسبب المرض كان يعلم أن مرضه يرجى برؤه، وعليه فالواجبُ عليه بالاتفاق قضاءُ هذا الشهر الذي أفطره، لأن مرضه كان مما يُرجى برؤه، وقد قال تعالى: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ {البقرة:184} .
وهذا القضاءُ في ذمته فيجبُ عليه قضاء هذه الأيام التي أفطرها، وإذا كان قد أخر القضاء عمداً من غير عذر حتى جاء رمضان آخر فعليه إطعام مسكين عن كل يومٍ أخر قضاءه، لفتوى ابن عباس وأبي هريرة بذلك ولا يُعلَم لهما مخالفٌ من الصحابة .
ولا يجزيه ما أطعم من قبل لأنه أطعمَ قبل ثبوت الإطعامِ في الذمة، والإطعامُ إنما ثبت بتأخير القضاء ، وهذا إذا كان يعلم حرمة تأخير القضاء فإن كان لا يعلم لم يلزمه ذلك الإطعام. وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 39749، 63739، 111480.
والله أعلم.