الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على غيرتك على دينك وحبك لهداية أهلك، ونسأل الله أن يرزقك الحكمة والرشد في الدعوة إليه, وأن يهدي أهلك لإقامة الصلاة وسائر أركان الإسلام، واعلم أخي أن الصلاة هي عماد الدين, وركنه الأعظم بعد الشهادتين, فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين, وأنه لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة, فعليك أن تعلم أهلك بعظم قدر الصلاة وأنه لا يسع المسلم تركها بأي حال مهما لحقته الأعذار واشتدت به الظروف والأحوال, وقد تقدم حكم تارك الصلاة في فتاوى سابقة، ولك أن تراجع فيه الفتوى رقم: 1145، ولكن ننصحك باللطف واللين والرفق في دعوتك, واجعل نصب عينيك قوله سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ {النحل:125}
واعلم أنه يتأكد أمر الرفق واللين في دعوة الوالدين فلا يجوز الإغلاظ لهما أبدا ولا تعنيفهما بحال, بل عليك أن يكون قولك لهما قولا كريما، وأن تخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وأن تدعو لهما بالهداية والتوبة.
ونرشدك إلى طريقة مثلى في نصح الوالدين تتمثل فيما يلي:
أولاً: برك وطاعتك لهما، والإحسان إليهما، فهذا يجعلك قريباً من قلوبهما ، فيكون نصحك أوقع في نفوسهما.
ثانياً: استغلال المواقف والأحداث التي يسهل فيها حدوث الاستجابة للنصح، كموت قريب أو حصول حادث ونحوها.
ثالثاً: الاستعانة بمن يرجى أن يكون نصحه مؤثراً عليهما، كأصدقائهما، أو إمام المسجد، أو داعية حسن الأسلوب والمنطق.
رابعاً: تجنب الإحراج، وجرح المشاعر، وأساليب الاستفزاز.
خامساً: الدعاء لهما بصدق وإخلاص، ورغبة فيمن يرجى منه الخلاص وهو الله عز وجل.
فإذا فعلت ذلك فقد أديت ما عليك إذ ليس لك من الأمر شيء، فأمر الهداية والتوفيق بيد الله سبحانه، وقد قال الله لنبيه: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ. {البقرة:272}
للفائدة تراجع الفتاوى رقم: 50971، 5202، 46677، 43325.
والله أعلم.