الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاتخاذ القرآن إماما ومرشدا معناه الاقتداء بالقرآن في كل صغير وكبير، وهذا السؤال كبير، ولكننا نختصر الإجابة عنه فنقول:
إن واجب المسلمين في كل زمان ومكان أفرادا وجماعات... أن يجعلوا القرآن الكريم إمامهم ومرشدهم.. وأن يرسخوا هذه العقيدة في أبنائهم؛ فمن القرآن يستمد المسلمون عقيدتهم وعبادتهم، وإليه المرجع في معاملاتهم وأخلاقهم والتحاكم فيما بينهم.. ولن يصلح حالهم إلا باتباعه؛ كما قال الإمام مالك رضي الله عنه: لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
فإذا أراد المسلمون أن يجعلوا هذا الكتاب إمامهم ومرشدهم.. فلا بد لذلك أولا من الاعتقاد الجازم بأن هذا القرآن كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وأنه ختم به وحي السماء، وجمع فيه هدي الأنبياء؛ فلا طريق إلى الله سواه، وأن من اتبعه لن يضل عن صراط الله المستقيم، ولن يشقى في دار الخلود، وأن المسلمين الأوائل ما سادوا الدنيا وقادوا البشرية وفتحوا القلوب قبل الأمصار إلا بهذا الكتاب العظيم؛ فإذا تيقن المسلم هذه المعاني وما أشبهها وتلا كتاب الله تعالى بتدبر وتعظيم، وأيقن أنه شفاء لأمراض القلوب والأبدان والمجتمعات، وأنه صالح للعمل به في كل زمان ومكان، واعتقد صدقه في كل ما أخبر به، وعدله في كل حكم به، وأن عليه امتثال كل أمر يرد إليه فيه، واجتناب كل نهي ينهى عنه؛ فلا شك أنه سوف يجعله إماما ومرشدا.. كما جعله السلف الصالح وكما قال ابن مسعود رضي الله عنه وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على قوله ورضي ما قال عندما أمره صلى الله عليه وسلم أن يخطب في أصحابه فقال: أيها الناس؛ إن الله ربنا، والقرآن إمامنا، وإن البيت قبلتنا وإن هذا نبينا - ثم أومأ بيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصاب ابن أم عبد وصدق - مرتين، رضيت ما رضي الله به لي ولأمتي وابن أم عبد، وكرهت ما كرهه الله لي ولأمتي وابن أم عبد. رواه الحاكم وغيره وصححه الألباني
نسأل الله تعالى أن يجعل القرآن إمامنا ومرشدنا..
وللمزيد من الفائدة انظري الفتويين: 23597، 39203، وما أحيل عليه فيهما.
والله أعلم.