الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنحمد لك أولا ما ذكرت من صفات طيبة تتصفين بها، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وتقى وصلاحا ، وأن يكسبك رضا ربك عنك ومحبته لك.
واعلمي أن الخوف من الذنوب وسوء عاقبتها من شأن عباد الله المؤمنين، فقد قال عنهم سبحانه: الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ { الأنبياء: 49}.
وقال أيضا: قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ { الطور: 26 ، 27} .
وروى البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا.
وروى الطبراني في الأوسط عن الحسن البصري قال: المؤمن جمع إحسانا وشفقة، والمنافق جمع إساءة وغرة. والله ما وجدت فيما مضى ولا فيما بقي عبدا ازداد إحسانا إلا ازداد مخافة وشفقة منه، ولا وجدت فيما مضى ولا فيما بقي عبدا ازداد إساءة إلا ازداد غرة. أي ازداد غفلة.
فنوصيك بأن تكوني على هذا الحال من الخوف من الذنوب وأن تحرصي على الحذر منها واجتنابها، وإذا حدث أن وقعت في شيء منها فعليك بالمبادرة إلى التوبة واحذري من الوقوع في وساوس الشيطان، أو اليأس من أن تكوني من المصطفين من عباد الرحمن، فليس من شأن المؤمن العصمة من الوقوع في الذنوب.
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم.
وخلاصة الأمر أنك إذا كنت على الحال الذي ذكرت من الحرص على الطاعات والمواظبة على الفرائض، واجتناب الكبائر، وحبك الخير للناس واجتنابك أذاهم، فنرجو أن تكوني ممن يحبهم الله ويحبونه. ولمزيد الفائدة نرجو أن تراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 20879، 22830، 24565، 27513.
والله أعلم.