الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن القواعد المقررة والمعلومة في ديننا وهي معلومة للسائل ما عبر عنه بقوله نحن لا نعلم إلا الظاهر ولا نحكم إلا عليه، ويعبر عنها العلماء بقولهم: لنا الظاهر وعلى الله السرائر... فبظاهر الرجل نتمسك ولا نتجاوز ذلك إلا ما خفي عنا علمه، وينبني على ذلك حمله على السلامة وعدم إساءة الظن به، وعدم رميه بغير بينة وما يجب عليك فعله حيال ما ظهر لك وما سمعته عن هذا الرجل هو الستر عليه، ومناصحته بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن، وأما السعي في التوصل إلى حقيقة حاله فلست مأموراً بذلك، بل ربما وقعت في الإثم بالوقوع في غيبته وسوء الظن به وربما التجسس عليه وغير ذلك من الأمور المنهي عنها، ولا بأس بأن تنصح ابن جارك المذكور وتحذره من أصدقاء السوء وكل من يحاول جره إلى أمر محرم بدون ذكر أسماء، فإن ظهر لك بالبينة فساد هذا الرجل وصحة ما ذكر عنه وعدم توبته منه فمن الواجب عليك حينئذ أن تبلغ عنه القائم على المسجد وجهات الاختصاص حتى يكفوا شره عن المسلمين.
والله أعلم.