الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يعرف بعلاقة الحب بين الشباب والفتيات هو أمر لا يقره الشرع، ولا ترضاه أخلاق الإسلام وإنما هو دخيل على المسلمين من عادات الكفار وثقافات الانحلال، وإنما المشروع في الإسلام أن الرجل إذا تعلق قلبه بامرأة يخطبها من وليها الشرعي ثم تظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها، فلا يحل له الخلوة بها ولا لمس بدنها، بل ولا الحديث معها لمجرد الاستمتاع والتشهي، وفي ذلك ضمان لعفة المجتمع وطهارته، وصيانة الأعراض وحفظ الكرامة.
أما عن سؤالك.. فإنك قد أخطأت خطأً عظيماً وتعديت حدود الله واجترأت على حرمات الله، بتماديك في تلك العلاقة المحرمة، حتى وقعت في الزنا وهو جريمة خطيرة لها آثارها السيئة على الفرد والمجتمع، قال الله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32}، وأضعت سنوات من عمرك وكثيراً من مالك في تلك العلاقة المحرمة، وسوف تسأل عن كل ذلك يوم القيامة، إن لم تتب إلى الله تعالى توبة نصوحاً، فعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم. رواه الترمذي وحسنه الألباني في الصحيح.
ثم تتعجب من صنيع تلك الفتاة معك وتنكرها لك، طلباً لمن هو أكثر منك مالاً وتسأل عن جزائها!! وأي عجب في ذلك وقد تنكرت لخالقها ولم تحفظ فرجها وتصن عفتها؟ إن الذي ننصحك به أن تفيق من غفلتك وتعود إلى ربك قبل فوات الأوان، فعليك بالمبادرة بالتوبة النصوح وذلك بالإقلاع عن الذنب وقطع كل علاقة بهذه الفتاة، والندم على ما وقعت فيه والعزم الصادق على عدم العودة لهذا الذنب، وذلك بالبعد التام عن مقدماته ودواعيه وعدم مجاراة الشيطان في خطواته، وعليك بالتعجيل بالزواج من مسلمة عفيفة ذات دين.
والله أعلم.