الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيراً على حرصك على العبادة والعلم النافع، وقد أكرمك الله باستجابة دعائك، بأن يسر لك الزوج الصالح الذي يعينك على ذلك، فينبغي أن تحرصي على شكر هذه النعمة، فإن شكر النعمة سبب مزيدها وبركتها، قال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {ابراهيم: 7}.
أما ما يتعلق بسؤالك، فإن صبرك على زوجك في حبه للعزلة وضعف إبداء مشاعر الحب، فيه أجر كبير، كما أن فيه الحفاظ على استقرار الأسرة، وننبهك إلى أن مشاعر الحب والمودة ليست شرطاً لاستقرار الحياة الزوجية، قال عمر رضي الله عنه لرجل يريد أن يطلق زوجته معللاً ذلك بأنه لا يحبها: ويحك، ألم تبن البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم؟. وقال أيضاً لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن ولتجمل فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام. أورده في كنز العمال.
ثم إن هذه المشاعر يمكن تنميتها مع الوقت، فما دمت تحسنين عشرته، وتظهرين له المودة والحب، وتحرصين على إثراء مشاعر المودة عنده، بالمواقف الطيبة، والكلمات الرقيقة، والهدية ولو باليسير، مع الاستعانة بالله ودعائه، فسوف يثمر ذلك ثماره الطيبة بإذن الله، فهو سبحانه قريب مجيب، وقد استجاب لك من قبل، فهو قادر على أن يجيبك في هذا، ولا حرج على فضل الله.
والله أعلم.