الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي لكل من الزوجين أن يكون حسن العشرة، وأن يحرص على ما يجلب المودة بينهما، ويتجنب كل ما يؤدي إلى الشقاق والنفور، ولا شك أن حق الزوج على المرأة عظيم، وأن حسن معاملتها لزوجها من أعظم ما تتقرب به إلى الله، لكن ليس في اعتراض الزوجة على زوجها في شيء قد اشتراه ما يعد من إساءة المعاملة، ما دام ذلك بأسلوب طيب مهذب لائق بمخاطبة الزوج، لا سيما إذا كان في ذلك مصلحة معتبرة.
وأما ما ذكرته صاحبتك من الحديث فلم نطلع عليه بخصوصه إلا أنه لا ينبغي للمسلم أن يحقر ما أهُدي إليه ولو كان حقيراً في نفسه، فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة. والفرسن: عظم قليل اللحم، وهو مثل القدم في الإنسان، والمقصود من الحديث الحث على التهادي ولو بالقليل، وعدم احتقار ما يهدى للإنسان مهما كان.. وعلى ذلك فإذا أهدى إليك زوجك شيئاً، فإن من حسن العشرة أن تشكريه عليه، ولا تحتقريه مهما كان يسيراً.
أما هجر زوجك لك بدون سبب مقبول فهو غير جائز، ولكن ينبغي أن تتجنبي ما يغضبه وتتلطفي في مخاطبته وتتعاملي بالحكمة فيما يشتريه من الأشياء التي لا تعجبك بترك الاعتراض عليها، لا سيما إذا لم يكن في الاعتراض فائدة أو في تركه مفسدة.
والله أعلم.