لا راحة للقلب إلا في ظل طاعة الله

27-9-2008 | إسلام ويب

السؤال:
أنا خجولة من كتابة السؤال، فقط أريد أن أتوب وأصلح من نفسي....
أنا فتاة ابلغ من العمر 19 عاما لدى ولي يجفو علي أحيانا وفي طفولتي كان كثير الضرب والإهانة لي وأخي يكبرني ب6سنوات وبعيد عني مما دفعني للبحث عن الحنان بالخارج تعرفت على شباب كثير ولكن كلها نت وتليفونات فقط لم أر أحدا منهم ولكن كنت أشعر أني أستمد قوتي من حواراتي معهم، وفي الفترة الأخيرة دخلت في ممارسة الجنس عن طريق النت أو التليفون علما بأني أشعر بالندم بعد كل مرة ولكن أعود مرة أخرى وجهي بدأ يرتسم عليه الخبث والحقارة، فبداية دخولي على النت بدأت أتعرف على شخص محترم ليكون عونا لي على ترك المعصية ولكنه كان من نفس بلدتي فخفت من الكلام والفضايح تركته تقدم لي شخصان ظروفهم جيدة ولكن أبي رفض بحجة إكمال تعليمي وأنا أريد طوق نجاة، لا أعرف ماذا أعمل؟ علما بأني بدءا من عمر 12 إلى 15 أو 16 كنت أحب الصلاة والقرآن وأداوم حضور جلسات الدين، أنا لا أعرف ما ذا أعمل؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلقد أخطأت حين ظننت أنك تستطيعين أن تعوضي ما فاتك من حنان الوالد ومودة الأخوة بسلوك طرق تغضب الله، فإنه لا راحة للقلب ولا طمأنينة إلا في ظل طاعة الله، قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. {النحل: 97}.

 وقال تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى. {طه:124}.

ولا شك أن التعارف بين النساء والرجال الأجانب غير جائز سواء كان عبر التليفون أو الانترنت أو غير ذلك، لما يجر ذلك من بلاء وفتن، والطريق المشروع للعلاقة بين الرجال والنساء هو الزواج الشرعي، فيجب عليك أن تتوبي مما سبق وتقطعي كل علاقة بالرجال الأجانب، ويجب على والدك تعجيل زواجك إذا تقدم إليك زوج صالح، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ.  رواه ابن ماجة، الترمذي، وحسنه الألباني في الإرواء برقم 1868.

والتعلل بالانتظار لإكمال التعليم ليس مبرراً لتأخير الزواج، فلا تترددي أن تعلني لوالدك رغبتك في تعجيل الزواج إذا أتاك صاحب دين وخلق، ولتوسطي من أقاربك من يبين له وجوب تعجيل زواجك، وحرمة تأخيره بحجة التعليم، وأن ذلك من العضل الذي نهى الله الأولياء عنه، والذي يؤدي إلى الفتنة والفساد في الأرض.

وإلى أن يتيسر لك الزواج، فإن عليك أن تعتصمي بالله، وتتوكلي عليه، وتجتهدي في كل ما يقربك إليه، وتتجنبي كل ما يثير الفتنة، ونوصيك بالحرص على تعلم أمور دينك واختيار الرفقة الصالحة التي تعين على الخير، مع الإلحاح في دعاء الله عز وجل، فهو قريب مجيب.

والله أعلم.

www.islamweb.net