الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلقد أخطأت حين ظننت أنك تستطيعين أن تعوضي ما فاتك من حنان الوالد ومودة الأخوة بسلوك طرق تغضب الله، فإنه لا راحة للقلب ولا طمأنينة إلا في ظل طاعة الله، قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. {النحل: 97}.
وقال تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى. {طه:124}.
ولا شك أن التعارف بين النساء والرجال الأجانب غير جائز سواء كان عبر التليفون أو الانترنت أو غير ذلك، لما يجر ذلك من بلاء وفتن، والطريق المشروع للعلاقة بين الرجال والنساء هو الزواج الشرعي، فيجب عليك أن تتوبي مما سبق وتقطعي كل علاقة بالرجال الأجانب، ويجب على والدك تعجيل زواجك إذا تقدم إليك زوج صالح، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ. رواه ابن ماجة، الترمذي، وحسنه الألباني في الإرواء برقم 1868.
والتعلل بالانتظار لإكمال التعليم ليس مبرراً لتأخير الزواج، فلا تترددي أن تعلني لوالدك رغبتك في تعجيل الزواج إذا أتاك صاحب دين وخلق، ولتوسطي من أقاربك من يبين له وجوب تعجيل زواجك، وحرمة تأخيره بحجة التعليم، وأن ذلك من العضل الذي نهى الله الأولياء عنه، والذي يؤدي إلى الفتنة والفساد في الأرض.
وإلى أن يتيسر لك الزواج، فإن عليك أن تعتصمي بالله، وتتوكلي عليه، وتجتهدي في كل ما يقربك إليه، وتتجنبي كل ما يثير الفتنة، ونوصيك بالحرص على تعلم أمور دينك واختيار الرفقة الصالحة التي تعين على الخير، مع الإلحاح في دعاء الله عز وجل، فهو قريب مجيب.
والله أعلم.