الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد لله أن منّ الله عليك بالعافية والشفاء ويسر لك أمر الزواج، وكان عليك أيها السائل أن تقابل نعمة الله هذه بالشكر، فتكف نفسك عما حرم الله وتغض بصرك عما يسخط الله، فغير خاف عليك أن العلاقات المحرمة مع النساء سبب في ضياع الإيمان وذهابه والعياذ بالله، ولا شك أن الذنوب والمعاصي سبب في كدر العيش وتنغيص الحياة وضيق الصدر وكثرة الهموم والغموم وتعقد الأمور، وعموماً فهي سبب كل بلاء وضيق وحرمان، قال سبحانه: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {طه:124}، كما أن الطاعة سبب كل يسر وسعة وعطاء، قال سبحانه: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {النحل:97}.
قال ابن القيم رحمه الله في كتاب الداء والدواء: وتجترئ عليه (أي المعاصي) شياطين الإنس بما تقدر عليه من الأذى في غيبته وحضوره وتجترئ أهله وخدمه وأولاده وجيرانه حتى الحيوان البهيم قال بعض السلف: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق امرأتي ودابتي.
فتنبه أخي لهذا، ولا تلق باللائمة على السحر والسحرة، فأنت أنت الذي ظلمت نفسك، وأنت أنت الذي أوردتها موارد التهلكة، فبادر بالتوبة قبل أن يحال بينك وبينها، قال ابن الجوزي رحمه الله: وربما بغت العاصي بأجله ولم يبلغ بعض أمله، وكم خير فاته بآفاته، وكم بلية في طي جناياته، قال لقمان لابنه: يا بني لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة. اهـ
فاشتغل بالرجوع إلى الله سبحانه يبدل حالك من الضيق إلى السعة، ومن الحزن إلى الفرح، ومن الخوف والقلق إلى الأمن والسكينة.
وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى التالية: 27789.
والله أعلم.