الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان زوجك على الحال الذي ذكرت فإن هذا يتنافى مع ما أمر الله تعالى به من حسن معاشرة الزوج زوجته، وإن من حسن العشرة أن يعف الرجل زوجته، فننصحك أولاً بدعاء الله تعالى أن يهدي زوجك لأرشد أمره ويرده إلى صوابه، وعليك بمناصحته بكل رفق ولين، وذكريه بالله تعالى وبما أوجب عليه نحوك من حقوق، فلعله يصلح أمره وإن استمر على الرفض وخشيت على نفسك الضرر كان لك الحق في طلب الطلاق، وإن رأيت الصبر عليه والاستمرار معه على هذا الحال فذلك أفضل؛ لأن حصول الطلاق قد يترتب عليه كثير من العواقب غير الحميدة ولا سيما على الأولاد، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 29158.
وههنا أمر مهم ينبغي التنبه له وهو أنه قد يكون سبب تصرفات الزوج في مثل هذه الحالات تأثره بنوع من السحر أو المس ونحو ذلك، فإن غلب على الظن حدوث شيء من هذا فينبغي رقيته بالرقية الشرعية، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 8343.
وأما قول الزوج لزوجته (اذهبي لبيت أبيك) فمن كنايات الطلاق لا يقع بها الطلاق إلا إذا نواه الزوج، كما هو مبين في الفتوى رقم: 30621.
والله أعلم.