الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس للخاطب سلطان على مخطوبته قبل أن يعقد له عليها، فليس من حقه منعها من العمل، ولا يلزمها طاعته إن أراد منعها منه، ولو كان قد اشترط عليها ترك العمل بعد الزواج، إذ لا تلزم طاعته إذا منع من الخروج بعد العقد وتسليم الحال من المهر وأداء ما عليه لها من النفقة، لأن الطاعة إنما تجب للزوج والخاطب ليس كذلك.
وأما بخصوص عملك في جمعية التحفيظ هذه فإن كان لا يترتب عليه محظور شرعي من اختلاط محرم ونحو ذلك فلا حرج عليك في الالتحاق به، وأما إن كان يترتب عليه شيء من المحظور الشرعي فلا يجوز لك الالتحاق به، وسلامة الدين أولى خاصة وأنك مكفية من قبل أخوالك كما ذكرت، ثم إننا ننصح بالمبادرة إلى إكمال الزواج ليتولى زوجك الإنفاق عليك ويزول الإشكال، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 19453.
وننبه إلى أن الأصل قرار المرأة في بيتها، فذلك أولى لها وأحفظ لدينها وعرضها، وما تشعر به من فراغ ووحدة وملل يمكنها معالجته بشغل نفسها بما ينفعها من أمر دينها ودنياها، وقد توفرت الآن من الوسائل النافعة ما يمكن أن يتحقق به ذلك، كما أنها يمكنها أن تلتحق بحلقات تحفيظ القرآن إن وجدت أو الاتفاق مع بعض الأخوات الصالحات على برنامج لحفظ القرآن وتعلم العلم ونحو ذلك.
والله أعلم.